وجاء أنه روى عن رسول الله ألفاً وستمائة وثلاثين حديثاً، وهو من السبعة الصحابة أصحاب الألوف في روايات الحديث وهو رابع العبادلة: عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن الزبير.
وكذلك جاء في الروايات أنه أعتق أكثر من ألف عبد، وحمل على ألف فرس في سبيل الله، وكان من سبب كثرة عتقه العبيد أنه كان إذا رأى عبداً يصلي أعتقه، فقالوا له: يا أبا عبد الرحمن! والله إنهم يصلون يخدعونك؛ لأنهم عرفوا أنك تعتق من يصلي، فقال: من خدعنا بالله انخدعنا له.
وروي عنه أنه كان في حج، وركب بعيراً فأعجبه وكان حسناً، فأناخه ثم قلده وأشعره، وقال: يا نافع! أدخله في الهدي، فكان إذا أُعجب بشيء تصدق به {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران:92] فكان يكثر من الصدقة خاصة ما يحب.
ويقولون عنه رضي الله تعالى عنه: إنه مرض واشتهى العنب، فبحثوا عنه فجاءوه بقطف، فإذا بمسكين يقول: أطعموني، قال: أعطوه إليه، قالوا: كيف وقد عنينا من أجله، قال: لقد أحببته ولهذا أتصدق به، فأعطاه للمسكين، فذهب رجل من أهله واشترى العنب من المسكين، ورجع به فقدمه إليه، فإذا مسكين آخر قال: أعطوه العنب، وهكذا ثلاث مرات.