وأما قوله: "والحمد لله تملأ الميزان" فمعناه: أنها لعظم أجرها تملأ ميزان الحامد لله تعالى، وقد تظاهرت نصوص القرآن والسنة على وزن الأعمال وثقل الموازين وخفتها.
وكذلك قوله: "وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض" وسبب عظم فضلها ما اشتملت عليه من التنزيه لله تعالى والافتقار إليه.
وقوله: "تملآن أو تملأ" ضبطه بعضهم بالتاء المثناة فوق وهو صحيح فالأول ضمير مثنى والثاني ضمير هذه الجملة من الكلام. وقال بعضهم: يجوز "يملآن" بالتذكير والتأنيث أما التأنيث فعلى ما تقدم وأما التذكير فعلى إرادة النوعين من الكلام وأما "تملأ" فيذكر على إرادة الذكر.
وأما قوله صلى الله عليه وسلم: "والصلاة نور" فمعناه أنها تمنع من المعاصي وتنهي عن الفحشاء والمنكر وتهدي إلى الصواب كما أن النور يستضاء به، وقيل: معناه أن يكون آخرها نوراً لصاحبها يوم القيامة، وقيل: إنها تكون نوراً ظاهراً على وجهه يوم القيامة ويكون في الدنيا أيضاً على وجهه البهاء بخلاف من لم يصل، والله أعلم.
وأما قوله صلى الله عليه وسلم: "الصدقة برهان" فقال صاحب التجريد: معناه أنه يفزع إليها كما يفزع للبراهين، كأن العبد إذا سئل يوم القيامة عن مصرف ماله كانت له صدقاته براهين في جواب هذا السؤال فيقول: تصدقت به. وقال غيره: معناه أن الصدقة حجة على إيمان فاعلها لأن المنافق يمتنع منها لكونه لا يعتقدها فمن تصدق استدل بصدقته على قوة إيمانه، والله أعلم.