يشيدون القصور من الآلاف، ما تكفي مئات، يبي مساحة للمشي، ومساحة للزراعة، ومساحة لما أدري إيش؟ وكأنه في قرارة نفسه أنه لن يموت.

ابن عمر في أيام يسيرة شيد البيت وسكن، بيت يكنه هو وزوجته خلاص ينتهي الإشكال من الحر والقر، وما وراء ذلك يحاسب عليه، ترى في الزائد يحاسب عليه الإنسان فضلاً عن كونه يحتاج إلى أن يحمل ذمته الديون، يتكلم الإنسان مثل هذا الكلام، ومن يسمع الكلام يقول: هذا بيته أكيد أنه خمسين متر أو ستين متر، لا هو مثل الناس، الإنسان ابن بيئته، لكن الكلام في الجملة يعني، كان الناس على وضع ثم اختلف هذا الوضع، والله المستعان.

"وخذ من صحتك لمرضك" خذ استعد لما أمامك في وقت الصحة ((نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ)) مغبون، صحة تضيع بدون عمل صالح، أو فراغ يضيع بدون عمل! كثير من الناس يضيع هذه الصحة من دون عمل، وإذا علم الإنسان أنه يكتب له إذا مرض مثل ما كان يعمله صحيحاً استغل وقت الصحة من أجل أنه إذا مرض يكتب له نفس العمل.

"ومن حياتك لموتك" تحتاج إلى العمل الصالح الذي يبقى معك بعد الموت، يبقى معك يؤنسك في قبرك، ويكون سبباً في دخولك الجنة، ونجاتك من النار، إذا مات الإنسان وهو مقصر {رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ} [(99 - 100) سورة المؤمنون] لا، ما في، تنتهي أيام المهلة بالغرغرة، إذا تغرغر الإنسان انتهى، التوبة لا تقبل، والعمل الصالح انتهى لا يقبل، فعلى الإنسان أن يبادر باستغلال أيام الصحة، أيام الفراغ، يأتي في يوم من الأيام يقول: يا ليت، كنت أنام الساعات الآن ما يتيسر، ليت هذه الساعات قسمتها نصفين، نصف للنوم ونصف عمل، ركعتان في جوف الليل، أو صيام في يوم شديد الحر ما يمدي، يندم ولات ساعة مندم.

"ومن حياتك لموتك" تزود، وخير الزاد التقوى، نعم.

قال المؤلف -عليه رحمة الله-:

عن أبي محمد عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به)) حديث صحيح رويناه.

حسن، حسن صحيح وإلا صحيح؟

طالب:. . . . . . . . .

كل النسخ كذا؟

طالب:. . . . . . . . .

حسن صحيح.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015