((عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم) تحذير ((ومحدثات الأمور)) أحذروا محدثات الأمور، يعني أمور الدين، ما يستحدث ويبتدع في الدين احذروه، ((فإن كل بدعة ضلالة)) كل محدثة في الدين بدعة، وكل بدعة ضلالة، وجاء عند النسائي: ((وكل ضلالة في النار)) كل بدعة ضلالة، هذا التعميم من النبي -عليه الصلاة والسلام-، ومن أهل العلم –مع وجود هذا النص الكلي العام الذي يشمل جميع المحدثات في الدين وأنها ضلالة وأن الضلالة في النار- يقول بعضهم: إن هناك بدع حسنة، بدع سيئة وبدع حسنة، منهم من يقول: هناك بدع واجبة، وبدع مستحبة، وبدع ... إلى آخره، هذا التقسيم للبدع مخترع مبتدع، يعني قال به بعض أهل العلم، قسم البدعة إلى الأحكام التكليفية الخمسة بعض العلماء، العز بن عبد السلام والنووي وابن حجر، وجمع من أهل العلم، لكن العبرة بالتعميم في قوله: ((كل بدعة ضلالة)) كيف يقول: ((كل بدعة ضلالة)) وأنت نقول: بدعة واجبة؟ فإما أن يكون العمل بدعة فيكون ضلالة، أو يكون واجباً فلا يكون بدعة، يعني هذا تناقض.
الشاطبي في الاعتصام رد هذا التقسيم وأبطله، وقوض دعائمه، وقال: هذا تناقض ومعارضة لما قاله النبي -عليه الصلاة والسلام- فهو مردود على قائله.