((واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك)) ما أخطأك يعني ما حصل لك من خير أو شر ما يمكن أن يخطئك؛ لأن الله كتبه عليه، وهو حاصل لك لا محالة، يعني بعض الناس ما أخطأك لم يكن ليصيبك، يعني أمامه شخص أو مجموعة من الناس وقد تأخر عنهم، سقط عليهم جدار أو دهستهم سيارة، لو تقدم دقيقة واحدة كان معهم، جزى الله فلان خيراً الذي حبسني هذه الدقيقة، لو أنت بينهم ولم يكتب عليك ما حصل لهم لم يكن ليصيبك ما أصابهم، ((وما أصابك لم يكن ليخطئك)) ولو تأخرت، لو تقدمت ما في فائدة، (لو) ما تنفع، هذا مكتوب عليك لا بد أن يحصل، ومما يذكر أن شخصاً حجز على رحلة في سفر، فنعس في المطار وفاتته الطائرة، يعني مهتم وجاء وحضر قبل الموعد، لكن نعس في المطار، ففاتته الطائرة فرجع إلى بيته مهموماً مغموماً ودخل يدعو بالويل والثبور فاتته الطائرة، فذهب إلى فراشه، ما لبثوا أن أعلنوا عن الطائرة أنها حصل فيها خلل واحترقت، فجاءت أمه لتبشره بالخبر، فرحت أمه فرحاً شديداً أن ولدها وفلذة كبدها لم يكن معهم، فلما أيقظته لتخبره الخبر فإذا هو ميت، ((ما أصابك لم يكن ليخطئك)) ما تقول: والله ما رحت معهم جلست دونهم، أنت في فراشك ومت، أنفاس معدودة، دقائق محدودة لا تتقدم ولا تتأخر.

((واعلم أن النصر مع الصبر)) النصر مع الصبر بعض الناس يستعجل في أموره الخاصة، وفي أمور الأمة يستعجل بها، ويرجو النصر من قرب، لا، لا بد من الصبر والمصابرة {اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللهَ} [(200) سورة آل عمران] ثم بعد ذلك يأتي الترجي {لَعَلَّكُمْ} [(200) سورة آل عمران] النصر مع الصبر، يقول: كيف ينصر كفار على مسلمين؟ المسلمون يحتاجون إلى صبر، يحتاجون إلى جهاد، يحتاجون إلى تضحية، يحتاجون إلى إخلاص، يحتاجون إلى إعادة نظر في واقعهم {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ} [(40) سورة الحج].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015