يقول: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)) رواه البخاري ومسلم، وفي رواية لمسلم: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد))، يعني ماذا عن قوله -عليه الصلاة والسلام-: ((من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها، وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سن في الإسلام سنة سيئة، فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة))؟ في ظاهر الخبر ما يتعارض مع، لكن المراد بالسنة الحسنة ما كان أصله في الشرع، يعني أصل المسألة موجودة في الشرع، والحديث على سبب، النبي -عليه الصلاة والسلام- طلب الصدقة فجاء رجل بصدقة وافية وهو الأول، فقال النبي -عليه الصلاة والسلام-: ((من سن في الإسلام سنة فله أجرها وأجر من عمل بها)) يعني من اقتداء بها، ولذا الأصل في الأعمال الصالحة الإخفاء؛ لأنه الأقرب إلى الإخلاص، لكن إذا ترتب على إعلانها الإقتداء فهذا له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، فهذه السنة ليست محدثة وإنما هي ثابتة بشرع، لكن ترك هذه السنة، تركت ثم أحيائها من أحياها؛ لأنه قد يقول قائل: أن الأمة عاشت قروناً يعني جمهورها عاشوا قروناً على شيء من البدع، ثم بعد ذلك ظهر شيخ الإسلام وجدد ما أندرس من معالم السنة، هل يقال ابتدع شيخ الإسلام؟ هل جاء بشيء من عنده، سواء كان شيخ الإسلام ابن تيمية، أو الإمام المجدد الشيخ شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب؟ لا ما يقال، هذا أحيا سنة، لا يقال: أحدث في الدين، إنما يقال: أحيا هذه السنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة.
نزع بعضهم من قول عمر: "نعمت البدعة"، ومن قوله -عليه الصلاة والسلام-: ((من سن سنة حسنة)) إلى أن من البدع ما يستحسن كيف؟ النبي -عليه الصلاة والسلام- يقول: ((كل بدعة ضلالة، كل بدعة ضلالة)) ونقول: هناك بدعة حسنة، هناك بدعة واجبة، هناك بدعة مستحبة؛ لأن منهم من قسم البدعة إلى بدع مستحسنة -حسنة-، وبدع مذمومة، ومنهم من قسمها إلى الأحكام الخمسة قال: بدع واجبة، بدع مستحبة، بدع مباحة، بدع مكروهة، بدع محرمة.