ويُضْبَط بأنه ما اتفق مع فعله في شيئين:
الأول: حروف اللفظ.
والثاني: المعنى.
ومَثَّلَ لَهُ الْمُصَنِّف بقوله: (قتلته قتلاً) حَيْثُ إِنَّ المصدر هو: كلمة (قَتْلاً) وقد شارك فعل (قتل) في حروفه - وهي (القاف والتاء واللام) - ومعناه، وهو: إزهاق نفس.
وإعرابه:
قتل: فعل ماض مبني على السكون؛ لاتصاله بضمير الرفع. و (التاء) ضميرٌ متصل مبني على الضم في مَحَلّ رَفْع فاعل، و (الهاء) ضمير متصل مبني على الضم في مَحَلّ نَصْب مفعول به.
قتلاً: مفعول مطلق منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره، أو يُقَال: قتلاً: مصدر منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره، أو يُقَال: قتلاً: اسم منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره للمصدرية.
وأما الثاني: فالمصدر المعنوي:
ويُضْبَط بأنه: ما اتفق مع فعله في المعنى فقط.
ومَثَّلَ لَهُ الْمُصَنِّف بقوله (جلستُ قعوداً وقمتُ وقوفاً) إذ المصدر كلمة (قعوداً) و (وقوفاً) في المثالين.
وكلمة (قعوداً) في المثال الأول لا توافق حروف الفعل (جلس) لكن توافق معناه إذ كلمة (قعد) بمعنى كلمة (جلس) ، وكلمة (وقوفاً) لا توافق فعل (قام) في حروفه، ولكن توافقه في معناه إِذْ إِنَّ كلمة (قام) بمعنى كلمة (وقف) ، ومِنْ ثَمَّ يبين وجه التسمية للقسم الأول بأنه لفظي، لأنه يوافق فعله في الحروف واللفظ، خلافاً للثاني فإنه يوافق فعله في المعنى.
فائدة:
لمجيء المصدر فوائد:
أولها: تأكيد الفعل:
مثاله: قَتَلَه قتلاً، حَيْثُ أكدت فعل القتل بالمصدر (قتلاً) .
وثانيها: بيان نوعية الفعل:
مثاله: ضربْتُه ضرب الأمير. حَيْثُ بينت نوعية الفعل وهو (الضرب) بأنه كضرب الأمير.
وثالثها: بيان عدد الفعل.
ومثاله: ضربته ضربتين. حَيْثُ بينت عدد وقوع الفعل.
فائدة:
المصدر المعنوي ما الذي نَصَبَهُ؟ هل هو الفعل الذي يشترك معه في المعنى دون اللفظ، أم يُقَدَّر له من لفظه فعل؟
قولان: بالثاني قال الجمهور.