بدل فعل من فعل كقولك غالِطاً (قام جلس مُحَمَّدٌ) أردت أن تخبر بجلوسه، فغَلِط لسانك فنطق القيام.
الثاني:
بدل اسمٍ من اسمٍ كقولك: (جاء زَيْدٌ عَمْرٌو) تريد أن تخبر بمجيء عَمْرو، فغَلِط لسانك فقال: زَيْدٌ.
وأما الثاني:
فذِكْر حكم البدَل وهو أنه يتبع الْمُبْدَلَ في الإعراب فقط لا في المعنى وغيره، لأنك قد تغلط فتقول لفظاً له معنى مغاير لما تريده كما سيأتي.
قوله: (وهو أربعة أقسام: بدل الشيء من الشيء ……الخ)
يتعلق به شيئان:
أولهما:
حصْر البدل في أقسامٍ أربعة. ودليله الاستقراء التام كما ذكره ابن مالك في [شرحه على الكافية] .
إلا أن بعض النحاة زاد أقساماً. والتحقيق أنها ترجع للأربعة خصوصاً بدل الغَلَط.
والثاني:
فيه ذِكْرٌ للأقسام:
أولها:
بدل الشيء من الشيء. ويُقَال: بدل كلٍ من كُل. وهي أولى من عبارة بدل الكل من الكل، لاختلاف اللُّغَويين هل تدخل (ال) على (كل) أم لا.
قرر ابن هشام في مواضع من كتبه كما في [شرح القَطْري] و [المغني] وغيرهما أن (ال) لا تدخل على (كل) ولا (بعض) وعليه عامة اللُّغَويين. لكن تسامح بعضهم في الاستعمال مجاراة للعامة كالسيرافي وغيره.
وهذا القسم معناه: صحة أن يقوم البدل مقام الْمُبْدَلِ، لأنه كذاته.
ومثاله:
قولك (جاء مُحَمَّدٌ أبو عبد الله) .
فكلمة (أبو) : بدل من (مُحَمَّدٍ) فيصح أن يُقَال (جاء أبو عبد الله) لأنها بدل كل من كل، فكلاهما يدل على تمام الشيء وكله وحقيقته؛ إذ كلمة (محمد) في المثال السابق تدل على مُسَمّىً مُعَيَّنٍ وكذلك كلمة (أبو عبد الله) . لذا سُمِّيَ هذا القسم ببدل كلٍ من كلٍ أو الشيءِ من الشيءِ.
وثانيها:
بدل البعض من الكل، وضابطه هو: أن يكون البَدَلُ جزءاً من الْمُبْدَلِ وهو ثلاثة أنواع:
النوع الأول: مثاله: (حفظت القرآن ثلُثَه) إذ الْمُبْدَل هنا أكثر من البدل كميّة.