لم يذكر الْمُصَنِّفُ (التنكير) مع قوله (وتعريفه) وذلك لعِلَّة وهي: أن التوكيد المعنوي لا يكون إلا معرفةً، وتعريفه بالإضافة. إلاَّ في حالة واحدة كزمنٍ منكَّر.

مثاله:

(صُمت شهراً كله) . فالشهر (نكرة) لا يُدرى أي شهرٍ هو.

قوله (ويكون بألفاظ معلومة وهي: النفس والعين …الخ)

يتعلق به ثلاثة أشياء:

أولها:

تعيين الألفاظ التي يقع بها التأكيد أو التوكيد المعنوي، وقد دَلَّ على ذلك دليلان:

الاستقراء التام.

والإجماع من قبل اللُّغَويين.

وقد حكاه السيوطي في [الأشباه] وفي [الهمع] وغيرهما.

وثانيها: يتعلق بالألفاظ:

أولها ... : النفس، وهي بمعنى الذات.

ثانيها ... : العين، وهي بمعنى ذات الشيء.

ثالثها ... : كل، وهي بمعنى الإحاطة والشمول.

ورابعها ... : أجمع، وهي بمعنى الإحاطة والشمول أَيْضاً. ولها صيغ - أي

... أجمع - منها: أَجْمَعُه وأجمعون وجَمْعاء (للمؤنث) .

وخامسها ... : أكْتَع من تكتّع الجلد إذا تَجمَّع.

وسادسها ... : أبْتَع من قولهم: فلان ذو رقبة بَتْعاء أي طويلة.

وسابعها ... : أبْصَع من قولهم: تَبصَّع العَرَق إذا تجَمَّع.

وليُعْلم أن أكتع وأبتع وأبصع بمعنى أجمع، وسبق أن معناها: الإحاطة والشمول.

فائدة:

الألفاظ السابقة تستعمل مستقلةٌ مع المؤكَّد - بفتح الكاف - سوى أكتع وأبتع وأبصع، فلابد من أن يسبقها كلمة (أجمع) أو إحدى صيغها.

فائدة:

إذا جُمِعَتْ (أكتع) و (أبتع) و (أبصع) مع (أجمع) فلها ترتيبان:

أولهما:

يؤتى بأبتع ثُمَّ بأكتع ثُمَّ بأبصع كقولك: (جاء القوم أكتعون أبتعون أبصعون) .

الثاني:

يؤتى بعد أجمع بأكتع ثُمَّ أبصع ثُمَّ أبتع كقولك: (جاء القوم أجمعون أكتعون أبصعون أبتعون) .

وأهل التحقيق من اللُّغَويين على أن الترتيب الثاني أفصح من الأول.

ثالثها: فيه ذكرٌ لأمثلة ثلاثة:

أولها:

(قام زَيْدٌ نفسُه) . وكلمة (نفسه) : مؤكِّد معنوي لكلمة (زَيْدٌ) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015