أن أخوات (كان) على أقسام من حَيْثُ عملها عمل (كان) :

أما القسم الأول:

فما يعمل عمل (كان) بشرط تقدم (ما) المصدرية الظرفية عليه، وهو فعل (مادام) حَيْثُ تقدم عليها (ما) .

ومعنى كون (ما) مصدرية يعني تؤول بـ مصدر من الفعل (دام) وهو الدوام. ومعنى كونها ظرفية يعني تُقَدَّر بظرف زمان.

مثاله:

قول الله - عز وجل - حكاية: {ما دمت حياً} ؛ إذ التقدير مدة دوامي حياً.

فـ (مدة) : ظرف زمان.

دوام: مصدر من (دام) فسُبقت دام بـ (ما) المصدرية الظرفية فعملت عمل (كان) .

وأما القسم الثاني:

فما يعمل بعمل (كان) بشرط تقدّم نفي عليه أو شبه النفي، وشبهه شيئان: النهي والدعاء، وأضاف بعضهم الاستفهام.

وما يُشْتَرَط فيه ذلك أربعة أفعال:

أولهها: ما زال.

وثانيها: ما انفك.

وثالثها: ما فتئ.

ورابعها: ما برح.

مثاله:

قولك: (ما تزال واقفاً يا عَمْرٌو) ، بعد قولك له (لا تقف هاهنا) فقد عملت عمل (كان) لتقدم النهي عليها؛ ومِنْ ثَمَّ يُعلم أن تلك الأفعال الأربعة لا تعمل عمل (كان) إذا بُدِئَ بها من أول الكلام، بل لابد من كلام سابق لها إما حقيقة أو تقديراً.

وأما القسم الثالث:

فما يعمل عمل (كان) بلا شرط وهي بقية الأفعال.

مثاله:

قولك: (لَيْسَ عَمْرٌو شاخصاً) .

فكلمة (لَيْسَ) : فعل ماض مبني على الفتح.

و (عَمْرٌو) : اسم (لَيْسَ) مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره.

(عَمْرٌو يُكتَب بـ (واو) زائدة، هذه الواو تُكتَب ولا تُنطَق) .

شاخصاً: خبر اسم (لَيْسَ) منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره.

قوله (وما تَصَرَّفَ منها)

يتعلق بهذا الجملة شيئان:

أولهما:

معنى التصرف؛ إذ معناه: مجيء تلك الأفعال ماضية وأمراً ومضارعاً.

مثال الماضي: (كان) ، ومثال الأمر: (كن) ، ومثال المضارع: (تكون، ويكون، وأكون) . فالأفعال السابقة تعمل عملها في جميع تصرفاتها.

وأما الثاني:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015