وشبه الجملة المكون من ظرف المكان: خبرٌ لـ (زيد) .

ثم هاهنا فوائد تتعلق بما سبق:

الأولى:

أن الخبر إذا كان جملة ولَيْسَ في معنى المبتدأ فلابد من رابط بينه وبين المبتدأ يربطه بالمبتدأ.

مثاله: الضمير في قولك: (زَيْدٌ قَامَ أبوه) .

حَيْثُ إِن كلمة (زَيْدٌ) : مبتدأ خبره الجملة الفعلية وهي: (قام أبوه) والرابط بينها وبين المبتدأ الضمير في كلمة (أبوه) لأنه يعود على المبتدأ - أي (أبو زَيْدٍ) .

ومن الروابط: الإشارة كما في قوله تعالى {ولباس التقوى ذلك خيرٌ} .

فـ (لباس) : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره وهو مضاف.

و (التقوى) : مضاف إليه مخفوضة بالكسرة الْمُقَدَّرَة على آخره منع من ظهورها التعذر.

وجملة (ذلك خيرٌ) : مُكَوَّنَة من مبتدأ ثانٍ، وخبر له في مَحَلّ رَفْع خبر للمبتدأ الأول وهو (لباس) ، والرابط بين هذه الجملة والمبتدأ موجودة في كلمة (ذلك) وهو ما يُسَمَّى عند النحاة برابط الإشارة؛ لأن كلمة (ذلك) اسم إشارة فيها إشارة إلى شيء وهو (لباس) فحصل الربط.

ومن الروابط: إعادة المبتدأ بلفظه، مثاله: {الحاقةُ ما الحاقةُ} .

فكلمة (الحاقة) الأولى: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره.

(ما الحاقة) : جملة اسمية مُكَوَّنَة من مبتدأ ثانٍ وهو (ما) وخبرٌ وهو (الحاقة) وهذه الجملة الاسمية في مَحَلّ رَفْع خبر للمبتدأ الأول، والرابط بينها وبين المبتدأ الأول هو إعادة المبتدأ بلفظه.

تنبيه:

إنما يكون الرابط متيقناً وجوده بشرطين سبق الإشارة إليهما:

أولهما:

أن يكون الخبر جملة اسمية أو فعلية، فإذا لم يكن جملة فلا رابط حينئذٍ.

والثاني:

أن لا يكون الخبر في معنى المبتدأ؛ إذ لو كان في معنى المبتدأ فلا رابط بينهما؛ لأن الجميع بمعنىً، مثاله: قول الله - عز وجل - {قل هو الله أحد} .

كلمة (هو) : مبتدأ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015