ومثال الثالث: (سرني ما صنعت يا مُحَمَّدُ) ، حَيْثُ إِنَّ (ما) هنا مصدرية تُسبك مع ما بعدها بمصدر من جنس الفعل الداخلة عليه، والتقدير (سرني صنعك يا مُحَمَّدُ) ؛ حَيْثُ إِن كلمة (صُنْع) فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره وهو مضاف، والكاف: مضاف إليه.

وأما القَيْد الثالث:

هو سَبْق فعل الفاعل للفاعل فلا يتقدم الفاعل على فعله؛ لأنه إذا تقدم كان مبتدأً لا فاعلاً.

مثاله: (جاء زَيْدٌ) .

حَيْثُ إِن كلمة (زَيْدٌ) : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره.

والفعل (جاء) : سابق له.

فإن قيل (زَيْدٌ جاء) : كانت كلمة (زَيْدٌ) مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره. وخبره: الجملة الفعلية وهي (جاء هو) يعني زيداً.

ورابعها:

هو أن الفعل السابق للفاعل يأتي على صورتين:

الأولى:

كونه صريحاً كـ (خذ) (جاء) (يأخذ) .

الثانية:

أن يأتي مؤولاً من الصريح.

مثاله: {لاهيةً قلوبُهم} - على قول - إذ تقدير الآية (تلهو قلوبهم) - كذا يقول البعض - والصواب (لهت قلوبهم) ؛ لأن الضمير في تلهو هو الفاعل خلافاً لـ (لهت) فالقلوب فاعل.

وخامسها:

أن يكون الفعل مع الفاعل على إحدى صورتين:

الأولى:

أن يكون الفعل قائماً بالفاعل كـ (مات زَيْدٌ) ؛ إذ فعْل الموت قائم بزَيْدٍ.

والثانية:

أن يكون الفاعل مُحْدِثاً للفعل كـ (ضرب زَيْدٌ عَمْراً) ؛ إذ فعل الضرب كان من الفاعل زَيْدٌ.

قوله: (وهو على قسمين: ظاهر ومضمر)

جعل الْمُصَنِّف الفاعل على قسمين:

الأول: كونه ظاهراً

وقد مَثَّلَ لَهُ الْمُصَنِّف - يرحمه الله - بـ (زَيْدٌ) و (الزيدان) و (الزيدون) و (الرجال) و (هند) وغيرها. وسبق بيانه في تعريف الفاعل اصطلاحاً، وبه يتبين أن الفاعل قد يكون مفرداً، وقد يكون جمعاً بأنواع الجمع.

والثاني: كونه مضمراً

والمقصود به ما كان ضميراً، والضمير نوعان:

ضمير متصل كـ (ضربتُ) ، و (ضربنا) .

وضمير منفصل كـ (نحن) و (أنا) و (أنت) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015