فصل

ننتقل الآن إلى قول المصنف (المُعرَبات قسمان) ، وهنا يأتي المصنف بتفصيلاتٍ جديدة هي مكررة في الأبواب السابقة، ولكنه أتى بها بصورة أخرى، وسنمشي معه أيضًا في تصويره هذا الجديد، قبل قليل كان يتحدث عن علامات الإعراب، الآن يتحدث عن المعرب نفسه، فيقول (المُعرَبات قسمان: قسميُعرَبُ بالحركات، وقسم يعرب بالحروف) ، ثم قال (فالذي يُعرَبُ بالحركاتِ أربَعَةُ أنواع: الاسم المفرد، وجمع التكسير، وجمع المؤنث السالم، والفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء) ،وهذه كلها واضحة جدًا، وسبق أن شرحناها، كل هذه تُعرب الحركات، لا تُعرب الحروف. الاسم المفرد "جاء محمدٌ" و"هذا بابٌ" و"ذلك رجلٌ"، هذه حركات، وجمع التكسير "هؤلاء رجالٌ مسلمون"، وجمع المؤنث "هؤلاء المسلماتِ صالحاتٌ"، كذلك والفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيءٌ يُعرب بالحركات سواءٌ كانت الحركة ظاهرة أو غير ظاهرة، مثل "يدعو" ومثل "يضرب"، فإنه يُرفع بالضمة ويُنصب بالفتحة ويُجزم بالسكون، هذه هي الحركات الأصلية.

وقال المصنف أيضًا (وكلها) يعني الأشياء التي ذكرها قبل قليل، وهي الاسم المفرد، وجمع التكسير، وجمع المؤنث السالم، والفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيءٌ، قال (وكلها تُرفَعُ بالضمة، وتُنصَبُ بالفتحة، وتُخفَضُ بالكسرة، وتُجزَمُ بالسكون) ، استثني منها الممنوع من الصرف فإنه سيأتي بيانه، الممنوع من الصرف يُجر بالفتحة، وجمع المؤنث السالم يُنصب بالكسرة، وسيستثنيه المصنف، سيذكره بعد قليل، إذًا هذه كلها ترفع بالضمة وتنصب بالفتحة وتُخفض بالكسرة وتُجزم بالسكون يعني بالعلامات الأصلية.

قال المصنف (وخرج عن ذلك) أي عن هذه القاعدة التي ذكرها قبل قليل (وخَرَجَ عن ذلك ثلاثةُ أشياء: جمع المؤنث السالم يُنصَبُ بالكسرة، والاسم الذي لا ينصَرِفُ يُخفَضُ بالفتحة، والفعل المضارع المُعتَلُّ الآخِر يُجزَمُ بحذف آخره) ، هذه استثناها من الكلام الذي قاله قبل قليل.

ثم انتقل بعد ذلك إلى قوله (والذي يُعرَبُ بالحروف أربعة أنواع: التثنية، وجمع المُذَكَّر السالم، والأسماء الخمسة، والأفعال الخمسة) ، ما الأفعال الخمسة؟ سبق أن مرت بنا عدة مرات، لكنه هنا مثل لها تمثيلا، وقال (وهي: يَفعلانِ، وتَفعلانِ، ويَفعلون، وتفعلون، وتفعلين) ، هذه الأشياء كلها إعرابها بالحروف وليس بالحركات.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015