اليأس من رحمة الله كفر, ومن يئس من رحمة الله فقد خرج من الملة؛ لأن اليائس من رحمة الله قد ظن ظن الجاهلية بالله, وقد ظن ظن السوء بالله, والله جل وعلا يقول: (الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ} [الفتح:6] وقال الله تعالى حاكياً عن يعقوب أنه قال: {يَا بَنِيَ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الكَافِرُونَ} [يوسف:87] وقال حاكياً عن إبراهيم: {قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ * قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ} [الحجر:54 - 55] وفي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ضحك ربكم من عباده ييئسون ويقنطون والفرج قريب).