قال: يا شعيب! لا ينفعك ما كتبت حتى ترى الصلاة خلف كل بر وفاجر, والجهاد ماض إلى يوم القيامة.
من أصول أهل السنة والجماعة: الصلاة خلف الفاسق والفاجر والمبتدع.
لكن البدعة على قسمين: بدعة مكفرة, وبدعة مفسقة, والصلاة تجوز خلف إمام البدعة المفسقة لا البدعة المكفرة, وأصل ذلك من السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يأتي أمراء يؤخرون الصلاة عن وقتها، فصلوا أنتم الصلاة لوقتها ثم صلوا معهم) كما كان يفعل ذلك أنس رضي الله عنه, فقد كان يصلي بالبيت في أول وقت الصلاة وعندما يصلي أمراء بني أمية -وهم كانوا يؤخرون الصلاة- كان يصلي معهم, والعلماء ضربوا لذلك أروع الأمثلة، مثل ابن عمر وأنس مع أظلم أهل الأرض في ذلك العصر وهو الحجاج، وكان الصحابة يذلون في عصر هذا الرجل الطاغية الأرعن, فكانوا يصلون خلفه, والوليد بن عقبة كان أميراً على الكوفة وكان يصلي خلفه ابن مسعود , فصلى خلفه فصلى بهم الوليد الفجر أربعاً, فبعدما انتهى من السلام استدار عليهم وقال: أزيدكم, فقال له ابن مسعود: مازلنا معك في زيادة, وقد صلى بهم مخموراً! ووجه الشاهد أن المخمور لا يكون إماماً, وهذا فسق ومخالفة لشرع الله جل وعلا.