فالخوارج قالوا: مرتكب الكبيرة، كشارب الخمر، والسارق، والزاني، كافر خارج من الملة، وبهذا قال مصطفى شكري.
وحكمه في الدنيا: أنه يقتل، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (من بدل دينه فاقتلوه)، وإذا مات لا يغسل، ولا يصلى عليه، ولا توارث بينه وبين أهله من المسلمين، فإذا شرب الإنسان الخمر مرة فإنه يقتل، وإذا مات لا يغسل ولا يصلى عليه.
أما المعتزلة فاستحيت من هذا القول وقالوا: إن من شرب الخمر أو زني أو ارتكب غير ذلك من الكبائر فإنه في الدنيا في منزلة بين منزلتين، لا كافر ولا مؤمن.
وقولهم هذا كأنه استحياء من أن يقولوا: كفر، فقالوا: هو في منزلة بين منزلتين في الدنيا، حتى يفروا من مسألة قتله وعدم الصلاة عليه.
أما في الآخرة: فقد اتفق المعتزلة والخوارج على أن من شرب الخمر أو زنى أو كذب أو سرق أو أكل الربا أنه خالد مخلد في نار جنهم، لا يخرج منها أبداً، واستدلوا على قولهم بأدلة من الكتاب ومن السنة.