والأمانة أمانتان: أمانة مع الله ورسوله، وأمانة مع الخلق.
فأمانته مع الله كما قال تعالى: {لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ} [الأنفال:27]، فخيانة الله جل وعلى كخيانة شرعه، وخيانة سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والأمانة لا تؤدى إلا بعبادة الله، فالذي يسرق من صلاته مثلاً غير مؤتمن أو غير أمين مع الله جل وعلى في عبادته له سبحانه.
أما خيانة الرسول فمنها: عدم تسوية الصفوف، فاعوجاجها ليس أمانة مع النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن خيانة الأمانة: الابتداع في دين الله جل وعلا، وعدم تبليغ الدعوة.
ومن خيانة الأمانة أيضاً: أن تسكت عن بدعة ولا تنكرها.
ومن خيانة الأمانة لله جل وعلا: أن ترى من يحرف دينه، وكتابه، ويزعم أموراً لا يرضاها الله ولا رسوله فتسكت عنها ولا تنكرها ولا تبينها.
وأما الأمانة مع الخلق فهي من قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ} [النساء:58] فعدم الغيبة، وعدم النميمة، يكون من الأمانة، وكذا إذا استودع عندك إنسان وديعة فمن الأمانة أن تؤديها كما هي، وإذا أدى إليك قولاً فمن الأمانة أن تبلغه كما هو بلا زيادة ولا تحريف.
فالمؤمن الغير أمين ليس بمؤمن كامل الإيمان.