الثاني من المعجزات: المعجزات المعنوية، ومن المعجزات المعنوية أكبر معجزة أوتيها النبي صلى الله عليه وسلم وأعظم معجزة له وهي القرآن، حيث نزل بلسان قومه، وكانت قريش والعرب أفصح الناس بلاغة ترتقي إلى السماء، كان الواحد منهم إذا جلس فقال شعراً حفظ الحاضرون كل هذا الشعر، فإذا سكت قاموا فرددوا عليه شعره الذي قاله، ويذكر أن بعضهم قام خطيباً في الناس وكان ألثغ لا ينطق، حرف الراء إلا بصعوبة، فكان لا يستطيع أن ينطق حرف الراء من مخرجه، فقام فنثر شعراً أمام الناس حوالي ألف بيت لا يوجد به حرف راء، من الفصاحة والبلاغة، فأنزل الله هذه المعجزة الكبرى بلسانهم وتحداهم بها، وهي القرآن بفصاحته وبلاغته؛ لأنه كلام الله جل وعلا تكلم به وسمعه جبريل، فأسمعه النبي صلى الله عليه وسلم، وأعجزهم الله بذلك قال تعالى: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} [الإسراء:88] وقال تعالى متحدياً لهم: {فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ} [هود:13]، ثم تنزل وقال: (فأتوا بسورة من مثله)، ثم تنزل وأمرهم أن يأتوا بآية، ثم بين عجزهم فقال: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [البقرة:24].