الحكمة من تأييد الرسل بالمعجزات

أقول: ما من نبي ولا رسول أرسله الله جل وعلا إلى قومه إلا أرسله لحكمة عظيمة، ومهمة جسيمة، وهي: إخراج الناس من عبادة الشيطان أو عبادة الأهواء أو عبادة الناس إلى عبادة رب الناس، سحب الناس بالسلاسل إلى الجنان، وإنقاذ الناس من النيران، فعندما يأتي الرسول إلى قومه فإن الناس من الأرض، والأرض مختلفة، فمنها ما يقبل الماء فيتشربه فينبت الكلأ، فهذا أنفع وأفضل الناس على الإطلاق.

ومن الأرض: ما لا يشرب الماء ولا ينبت الكلأ، وإنما هو قيعان يأخذ الماء فيحفظه، فيأتي الناس وينتفعون من هذا الماء.

ومن الأرض الثالثة: الأرض الملساء، التي لا تشرب الماء فتنبت الكلأ فينتفع الناس به، ولا هي تأخذ الماء فتحوطه حتى ينتفع الناس بالماء؛ فلذلك الرسول إذا أتى الناس فلتفاوت عقولهم وتفاوت نقاوة قلوبهم، منهم من يصدق قبل أن يرى أي آية، ومنهم من يجادل حتى يرى برهاناً، ومنهم من يجحد جحوداً بيناً، وعلى مر الدهور والعصور ظهر ذلك الأمر.

فمن أجل ذلك أيد الله جل وعلا رسله بآيات بينات باهرات، حتى يتبين لهؤلاء القوم فيقبلون من النبي أو الرسول الذي جاءهم واسطة بين الله وبينهم، فالله جل وعلا حبا الأنبياء بمعجزات وآيات حتى يصدقوا عند قومهم.

فخاتم الرسل وأفضل البشر على الإطلاق -كما قلنا: سيد ولد آدم على الإطلاق- هو رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع الله له كل هذه الخصال سبحانه وتعالى، فما من آية ولا معجزة حبا الله بها رسولاً إلى قومه إلا وترى شبه هذه المعجزة والآية موجودة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سنبين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015