النبي: مشتق من النبأ وهو الخبر، والنبي مُخبَر ومخبِر، مخبَر من قبل الله، أخبره الله بشيء سيخبره، قال الله تعالى حاكياً عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم: {قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا} [التحريم:3] أي: من أخبرك؟ وهو مخبِر، أي: مخبِر عن الله جل وعلا بما أخبره به، قال الله تعالى: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الحجر:49] فمعنى: (نبئ) أي: أخبر.
إذاً: فالنبي مخبِر عن الله جل وعلا، ومخبَر من قبل الله جل وعلا.
وقيل: هو مشتق من النبوة، وهو الشيء المرتفع (العلامة)، وهو حق في حق الأنبياء؛ لأنهم أرفع الناس مقاماً، وهم العلامة على الهدى.
أما الرسول: فهو الموجه بأمر ليبلغه، وهو مشتق من قول الله تعالى حاكياً عن ملكة سبأ: {وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ} [النمل:35]، وأيضاً كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوجه رسله إلى ملوك فارس والروم، ونحوهم، فمنها: قوله: (باسم الله، من محمد رسول الله! السلام على من اتبع الهدى، أسلم تسلم وإلا فعليك إثم الأريسيين) يعني: الفلاحين.