المسألة الأولى: تنزيه الله جل وعلا عن نسبة الشر، وهذه المسألة من أهم المسائل التي تضبط للمرء مسائل القدر, وحتى ندخل في غمار هذه المسألة الوعرة لابد من تأصيل ثلاث قضايا، وهذه القضايا توضح للمرء مسألة القدر.
التأصيل الأول: أن الله جل وعلا له الكمال المطلق, وله الجلال المطلق, كما له الأسماء الحسنى والصفات العلى, فأسماؤه كلها حسنى وكاملة، وصفاته كلها عليا وكاملة، وأفعاله كلها حسنى وكاملة.
إذًا: فكل اسم أو صفة أو فعل لله تعالى، ففيه الكمال المطلق، ولا يمكن أن ينسب إلى الله جل وعلا النقص، أو ننفي عنه الكمال المطلق.
التأصيل الثاني: أنه إذا كان الله جل وعلا له الكمال المطلق، فما من فعل يفعله إلا وله حكمة نابعة من اسم الله جل وعلا الحكيم، فهذا الاسم من أسماء الله الحسنى يتضمن صفة كمال وهي صفة الحكمة، فهو سبحانه لم يفعل فعلاً، ولم يخلق خلقاً إلا وله في ذلك حكمة عظيمة.