قال: [ونصر بأنه يرعب عدوه على مسيرة شهر]؛ لقوله: (نصرت بالرعب مسيرة شهر)، يعني: يسمع العدو أن محمداً وجيشه قد انطلقوا من المدينة -وبين محمد عليه الصلاة والسلام وبين العدو مسيرة شهر على الأقدام أو ركوباً- فينهزم العدو في عقر داره، وأنتم تعلمون أن الهزيمة النفسية أعظم من الهزيمة المادية، إذا انهزم الإنسان في نفسه سهل أن ينهزم في بدنه، يعني: يتملك العدو الرعب؛ فإذا سمع العدو بمخرج النبي عليه الصلاة والسلام ارتعدت فرائصه، وخاف خوفاً لا يؤهله للمقابلة واللقاء بجيش النبي عليه الصلاة والسلام، وهذا يكون على مسيرة شهر، وأنتم تعلمون أن بين المدينة ومكة قرابة عشرين يوماً وزيادة، فتصور لو أن العدو بمكة والنبي عليه الصلاة والسلام خارج من المدينة هو وأصحابه، فإن القوم ينهزمون في عقر دارهم قبل أن يخرج النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه من المدينة النبوية.