حرباً في نجدة أو داهية أو ما أشبه ذلك والمعنى إذا لاقيت قوماً ذوي نجدة في حرب ونحوها فلا تتهيب الأقدام عليهم فإن الذي يخشى المنية تلقاه أين ذهب من الأرذ وأين كان منها وقوله فلا تتهيبك أن تقدما من المقلوب أراد فلا تتهيب أن تقدم أي فلا تتهيب الأقدام ومن يخشها بدل المنية بدلا الاشتمال.
أنشد بيت ذي الرمة:
أيا ظبية الوعساء بين جلا جلٍ ... وبين النقا آذءنت أم أم سالم
الوعساء رابية رمل من النية تنبت أحرار البقل وجلا جل والنقا موضعان والنقا أيضا الكثيب من الرمل وروى أبو عمرو ها أنت يقول ها أنت ظبية أم أمّ سالم وإذا شبه الشاعر المرأة بالظبية فإنما يريد حسن جيدها.
أنشد للأعشى:
ولقد شربت ثمانيا وثمانيا ... وثمان عشرة واثنتين وأربعا
إنما عدد ما شرب ولم يجمله أرادة التكثير والتعظيم وثماني عشرة تثبت فيها الياء تارة وتحذف أخرى واثباتها أكثر.
قال أبو محمد " وتكتب ويلمّه موصولة أن لم تهمز " وأنشد للمتنخل الهذلي بيتا قبله:
لقد عجبت وما بالدهر من عجب ... أنى قتلت وأنت الحازم البطل
ويلمه رجلاً تأبى به غبنا ... إذا تجرد لا خال ولا بخل
يرثى ابنه أثيلة وكان خرج مع ابن عم له يقال له ربيعة بن حجذر فأغاروا