وبين أهل الكوفة مواضعة وشر، بلغه أنهم خانوه، فافشوا سره إلى عدوه، فتمثل بهذا المثل: فقال:

أتدرون ما مثلي ومثلكم يا أهل الكوفة؟

[ما مثلي ومثلكم] إلا مثل ضبع وثعلب ...

وإنما جمع بينهما؛ لأنه قيل [إن] الضبع أخبث ما يكون من الدواب، والثعلب معروف بالمكر والحيل، والضب من أشد الدواب حماقة، فقال: أتيناك لتقضي بيننا.

قال: في بيته يؤتي الحكم ...

ذكر هذا ليبين أنه لم يشكل على من هو أشد الدواب حماقة، أن الحكم يؤتى في منزله، فكيف يشكل على غيره.

وقول الضبع: إني فتشت عيبتي ...

أي فتشت سري، والعيبة اسم لوعاء يجعل فيه الأداة التي يحتاج إليها للتواري عن أعين الناس.

قيل: فعل النساء فعلت ...

فيه دليل [على] أنه لا ينبغي أن يظهر سره أحدًا؛ فإن إفشاء السر من فعل النساء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015