خادم المتنبي قال: لم أسمع الخلال إلا بالري فما دونه، يدل على صحة هذا أن الوأواء الدمشقي سمع هذا البيت فأخذه، فقال:
وما أبقى الهوى والشوق منِّي ... سوى روحٍ تردَّد في خيال
خفيت على النوائب أن تراني ... كأنّ الرُّوح منِّي في محال
وقوله: "كفى بجسمي نحولاً" يقول: صرت من النحول بحيث لو لم أتكلم لم يقع علي البصر، إنما يستدل علي بصوتي، كما قال الصنوبري:
ذبت حتى ما يستدلّ على ... أنّي حيُّ إلاّ ببعض كلامي
وأخذه عمر بن الفارض، وزاده، وهو قوله:
كهلال الشَّكِّ لولا أنَّه ... أنَّ عيني عينه لم تتأيّ
أي: لم تتعم عيني ذاته لولا أنينه، وقال في موضع آخر:
كأِّني هلال الشَّكِّ لولا تأوُّهي ... خفيت فلم تهد العيون لرؤيتي
وقال في موضع آخر:
خفيت ضنًى حتى لقد ضلَّ عوَّدي ... وكيف ترى العوَّاد من لا له ظلُّ