به من حرمة الإسلام وتحجيره للصبا ونهيه عن القبيح، انتهي.

وجعل أبو علي في كتاب "إعراب الشعر" زيادة الباء في نحو هذا من القليل، قال: ما أسند الفعل إليه من الفاعلين، وقد جر بحرف جر، فهوفي موضعين؛ أحدهما: أن يكون إيجاباً، وهو قليل، والآخر: أن يكون غير إيجاب؛ فالإيجاب كقولك: كفي بالله، وفي التنزيل: (كفي بالله شهيداً) وتقول: كفي الله، فلا تلحق الحرف، قال: عميرة ودع ... البيت. انتهي.

وقد كتبنا في "حاشية بانت سعاد" في شرح قوله:

أكرم بها خلّةً لو أّنها صدقت ... البيت

مما يتعلق بزيادة الباء في فاعل كفي ما فيه غنية عن غيره، وعميرة بالتصغير.

مفعول مقدم لودع، والتوديع هنا الترك، وتجهزت: تهيأت وتحملت، وغاديًا: ذاهبًا في الغداة، وهو حال من التاء، وكفي: مفعول محذوف، أي: كفاك الشيب، والبيت خطاب لنفسه، وناهيًا: يحتمل أن يكون تمييزاً، وأن يكون حالاً من أحدهما، وحال الآخر محذوفة، وإلا لقال: ناهيين.

ولم يصب العيني في قوله: ناهياً: مفعول كفي.

وقال ابن جني في "الخصائص" في باب " اللفظ يرد محتملاً للأمرين أحدهما أقوي من صاحبه" ناهياً في البيت: أسم فاعل من نهيت، وقد يجوز مع هذا أن يكون مصدراً كالباطل، كأنه قال: كفي الشيب والإسلام للمرء نهيًا وردعًا، أي: ذا نهي، فحذف المضاف، وعلقت للمرء بما يدل عليه الكلام، ولا يكون على هذا معلقًا بنفس الناهي لأن المصدر لا يتقدم شيء من صلته عليه، [فهذا] وإن كان عسفًا، فإن جائز، لأن العرب قد حملت عليه فيما لا يشك فيه، فإذا أنت أجزته هنا، فلم تجز إلا جائزًا مثله، ولم تأت إلا ما أتوا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015