والشنآن، بإسكان النون: البغضة. وروى سلمة عن الفراء: من قرأ شنآن قوم - بالتحريك - فمعناه: بغض قوم، ومن قرأ بسكون النون، فهو اسم، ومعناه: لا يحملنكم بغيض قوم. انتهى. فيكون على هذا وصفًا كعطشان وغضبان، فيكون التقدير هنا: يراك رؤية مبغض. ويرآك هنا جاء على الأصل، على زنة يرعاك، قال أبو زيد في كتاب "الهمز": وعامة كلام العرب في يرى، ونرى، وترى، وأرى، ونحوه على التخفيف، وبعضهم يحققه، وهو قليل في كلام العرب، كقولك: زيد يرآى وأيًا حسنًا، نحو يرعى رعيًا حسنًا، قال سراقة البارقي:
أري عينيَّ ما لم ترأياه ... كلانا عالم بالتُّرَّهات
وقال الأعلم بن جرادة السعدي؛ أدرك الإسلام:
ألم تر ما لاقيت والدَّهر أعصر ... ومن يتملَّ العيش يرء ويسمع
ثم أنشد هذه الأبيات التي شرحناها.
(122) كانت منازل ألَّاف عهدتهم ... إذ نحن إذ ذاك دون النَّاس إخوانا
على أن خبر المبتدأين بعد "إذ" في الموضعين محذوف، تقديره: إذ نحن متألفون، إذ ذاك كائن.