وقوله: أنيخت ... إلخ، مجهول أنختها، أي: أبركتها، والبلدة الأولى: الصدر، والثانية: الأرض، والضمير في أنيخت، وألقت، وبغامها؛ راجع إلى سفينة بر، المراد بها الناقة، والبغام - بضم الموحدة بعدها غبن معجمة - قال الجوهري: بغام الظبية صوتها، وكذلك بغام الناقة: صوت لا تفصح به، وقد بغمت تبغم بالكسر.
وقوله: يمانية ... إلخ، أي: هذه الناقة منسوبة إلى اليمن. والوثب: النهوض بسرعة: والعجرفية: سرعة الحركة، في "القاموس": العجرفة: جفوة في الكلام، وخرق في العمل، والإقدام في هوج، ويكون الجمل عجرفي المشي، وفيه تعجرف، وعجرفة، وعجرفية: قلة مبالاة لسرعته. وإطلالها: خاصرتاها، مثنى إطل، بكسر الهمزة وسكون الطاء المهملة. وأودى: ذهب وتلف. يقول: هي في ضمرها هكذا شديدة، فكيف تكون قبل الضمر! وترجمة ذي الرمة تقدمت في الإنشاد الرابع والخمسين.
(104) لو كان غيري سليمي الدَّهر غيَّره ... وقع الحوادث إّلا الصَّارم الذَّكر
على أن "إّلا الصارم الذكر" صفة لغيري، قال سيبويه: كأنه قال: لو كان غيري غير الصارم الذكر، لغيره وقع الحوادث، إذا جعلت غير الآخرة صفة للأولى، والمعنى: أراد أن يخبر أن الصارم الذكر لا يغيره شيء. انتهى. قال السيرافي: قائل هذا الشعر كأنه نابتة شدة فصبر لها، وثبت عندها، ولم تضعضعه، ولم تغيره، فقال: لو كان غيري في هذه الشدة لضعضعته،