على لاحب لا يهتدي لمناره

وقوله: قالت ألا ليتما هذا الحمام .. هذا البيت من شواهد سيبويه، على أن ليت إذا اتصل بها "ما" جاز إعمالها وإلغاؤها. ويجيء الكلام عليه - إن شاء الله تعالى - في بحث "ليت" وفي بحث "ما". و"لنا" خبر ليت، و"إلى حمامتنا" في موضع الحال من ضمير الظرف. وقوله: أو نصفه، يجوز فيه الرفع مع نصب الحمام، قال المصنف في "شرح أبيات ابن الناظم": وذلك بالعطف على الضمير المستتر في "لنا" لوجود الفصل، و"قد" بمعنى حسب: مبتدأ خبره محذوف، أي: فقدي ذلك، قاله المصنف. قال ابن الملا: وفيه إشارة إلى أن "فقدي" بياء المتكلم، كما هو في قول الزرقاء، إلا أن الفاء دخلت تحسينًا للفظ وإرشادًا إلى أن ضميري حمامتنا ولنا، ليسا للمتكلم مع الغير، بل أريد بهما ما أريد بضميري قولها: ليه، وحمامتيه.

وأما رسم "فقد" بدون ياء المتكلم، فكرسم قوله تعالى: (أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) [البقرة/ 186] وقد روي مرسومًا فقدي. واستشهد به ابن الجشري في "أماليه" على جواز ترك نون الوقاية مع قدي وإن كان الأكثر قدني.

وقوله: فحسبوه بتشديد السين: بمعنى حسبوه بالتخفيف، أي: عدوه والهاء في الموضعين ضمير الحمام، وألفوه: وجدوه. قال ابن قتيبة: نظرت هذه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015