تمنَّى ابنتاي أن يعيش أبوهما ... وهل أنا إلاَّ من ربيعة أو مضر

قالوا: أو هنا بمعنى الواو لأنه لا يشك في نسبه حتى أنه لا يدري أمن ربيعة هو أم من مضر، ولكنه أراد بربيعة أباه الذي ولده، لأنه لبيد بن ربيعة، ثم قال: أو مضر، ريد: ومضر، يعني مضر بن نزار. واحتجوا بقول متمم بن نويرة:

فلو أنَّ البكاء يردُّ شيئًا ... بكيت على بجير أو عفاق

على المرأين إذ هلكا جميعًا ... لشأنهما بشجو واشتياق

قال: على المرأين، لأنه أراد على بجير وعفاق، فأبدل اثنين من اثنين. واحتجوا بقول الراجز:

خلِّ الطريق واجتنب أرماما ... إنَّ بها أكتل أو رزاما

خويربين ينقفان الهاما

قالوا: أراد: أكتل ورزامًا، فلذلك قال: خويربين، ولو كانت "أو" على بابها لقال: خويربًا. كما تقول زيد في الدار وعمرو جالس، ولا تقول: جالسان، انتهى ما أورده ابن الشجري. وجملة ما أورده من الشعر ثمانية شواهد، والمصنف أورد ستة، فيها ثلاثة لم يوردها ابن الشجري، وإنما أوردها ابن مالك في شرح "الكافية" مستدلًا بها.

قال أبو حيان في شرح "التسهيل": ولا حجة في شيء من ذلك:

أما (عذرًا أو نذرًا) "فأو" فيه للتفصيل، لأنها فصّلت الذكر إلى ما هو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015