وقوله: رددن تحية .. إلخ، قال ابن الأنباري: أي أظهرن السلام، ورددنه، وكتمن، أي: سترن وهو ما يرد من السلام بعين أو بيد، وروي "ظهرن بكلة وسدلن أخرى" والكلة: ما يرى على الهودج، وهو شبيه بالسور، والوصاوص: البراقع الصغار أراد أنهن حديثات الأسنان، فبراقعهن صغار.
ومن لطائف الدماميني، أورده في "المزج" أنه قال لشريف أنشد هذه القصيدة:
يا أيُّها السَّيِّد أنشدتنا ... قصيدة العبديّ كالعقد
فقلت للقوم اسمعوا واعجبوا ... لسيّد يروي عن العبد
(85) تلمُّ بدار قد تقادم عهدها ... وإمّا بأموات ألم خيالها
على أن إما الأولى محذوفة، والتقدير: تلم إما بدار، وإما بأموات، وكذا قدره أبو علي في "كتاب الشعر" وخص ابن عصفور تبعًا لأبي علي حذفها بالشعر، وقول المصنف: والفراء يقيسه الخ، أقول: الفراء يجعل "إما" الثانية نائبة عن أو، ولا يقول: إنها محذوفة من أول الكلام، وهذا كلامه عند تفسير قوله تعالى: (إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ) [الأعراف 115] قال: أدخل "أن" في "إما" لأنها في موضع أمر بالاختيار، فهي في موضع نصب، كقول القائل: اختر ذا أو ذا، فإن قلت: إن أو في المعنى بمنزله "إما [وإما] فهل يجوز أن تقول: يا زيد أن تقوم أو تقعد، تريد: اختر أن تقوم أو تقعد؟ قلت: لا يجوز ذلك لأن أول الاسمين في "أو" يكون خبرًا يجوز السكوت عليه، ثم