استشهد به صاحب "الكشاف" عند قوله تعالى (لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ) [الحجر/7]، ركبت "لو" مع "لا وما" لامتناع الشيء لوجود غيره.

وأنشد بعده، وهو الإنشاد الأربعون بعد التسعمائة:

(940) كأن أوب ذراعيها إذا عرقت ... وقد تلفع بالقور العساقيل

قال ابن الشجري: القور: جمع قارة، وهي الجبيل الصغير، والعساقيل: اسم لأوائل السراب، جاء بلفظ الجمع، ولا واحد له من لفظه، والتلفع: الاشتمال والتجلل، وقال: تلفع بالقور العساقيل، وإنما المعنى: تلفع القور بالعساقيل. انتهى. والأوب: الرجع مصدر مضاف لفاعله، وإذا عرقت: كناية عن وقت الهاجرة وشدة الجر، وخبر كأن في بيت آخر، وهو قوله:

شد النهار ذراعا عيطل نصف ... قامت فجاوبها نكد مثاكيل

وشد النهار: ارتفاعه منصوب على الظرف، وقوله: ذراعا عيطل، هو خبر كأن، والعيطل: المرأة الطويلة، والنصف بفتحتين: التي بين الشابة والكهلة، والنكد، جمع نكداء، وهي التي لا يعيش لها ولد، والمثاكيل: جمع مثكال: وهي الكثيرة الثكل، أي: التي مات لها أولاد كثير، والمعنى: كأن ذراعي هذه الناقة في سرعتها في السير ذراعا هذه المرأة في اللطم لما فقدت ولدها، وجاوبها نساء فقدن أولادهن، لأن النساء المثاكيل، إذا جاوبنها، كان ذلك أقوى لحزنها، وأنشط في ترجيع يديها عند النوج، لخصته في شرح المصنف، وقد بسطنا الكلام عليه في حاشيتنا على هذا البيت من شرح المصنف.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015