ذلك: قبلء أن نفارقه؟ وهو عندنا على إقامة المسبب مقام السبب في تفسيره: فارقنا قبل أن نريد فراقه، فوضع المفارقة وهي المسبب موضع الإرادة لها وهي السبب، وذلك لقرب أحدهما من صاحبه، ومثله قوله تعالى: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ) [النمل/98]، أي: إذا أردت القراءة وهو كثير، وقد أفردنا في "الخصائص" له بابا. انتهى.

والبيت من أبيات للربيع بن ضبع الفزاري أوردها أبو زيد في "نوادره" وهي:

أقفر من مية الجريب إلى الز ... زجين إلا الظباء والبقرا

كأنهـ درة منعمة ... من نسوة كن قبلها دررا

أصبح مني الشباب مبتكرا ... إن ينأ مني فقد ثوى عصرا

فارقنا قبل أن نفارقه ... البيت

أصبحت لا أحمل السلاح ولا ... أملك رأس البعير إن نفرا

والذئب أخشاه إن مررت به ... وحدي وأخشى الرياح والمطرا

ها أنا ذا أمل الحياة وقد ... أدرك عقلب ومولدي حجرا

أبا امرئ القيس هل سمعت به ... هيهات هيهات طال ذا عمرا

أقفر: صار أقفر خاليا من الآنسات إلا الظباء وبقر الوحش، فإنهما في هذين الموضعين، والجريب، بفتح الجيم، والزجين، بضم الزاء المعجمة وتشديد الجيم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015