إذا غير النأي المحبين لم يكد ... رسيس الهوى من حب مية يبرح

فقال له ابن شبرمة: أراه قد برح، ففكر ساعة، ثم قال:

إذا غير النأي المحبين لم أجد ... البيت

قال" فرجعت إلى أبي الحكم البختري بن المختار، فأخبرته الخبر، فقال: أخطأ ابن شبرمة حيث أنكر عليه، وأخطأ ذو الرمة حيث رجع إلى قوله، إنما هذا كقول الله عز وجل: (إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا) [النور/40]، أي: لم يرها ولم يكد. انتهى.

والمعري هو: أحمد بن عبد الله بن سليمان، أبو العلاء المعري، كان غزير الفضل، شائع الذكر، غاية في الفهم، عالما باللغة، حاذقا في النحو، جيد الشعر، جزل الكلام، شهرته تغني عن صفته، ولد بمعرة النعمان سنة ثلاث وستين وثلاثمائة، واعتل علة الجدري التي ذهب فيها بصره سنة سبع وستين، وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل إلى بغداد سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة، وأقام بها سنة وسبعة أشهر، ثم رجع إلى بلده، فأقام، ولزم منزله إلى أن مات يوم الجمعة الثاني من شهر ربيع الأول سنة تسع وأربعين وأربعمائة. نقلته من "معجم الأدباء" لياقوت الحموي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015