ابن مالك وقال: وأقوى الاحتجاج عليه قوله صلى الله تعالى عليه وسلم لجبريل عليه السلام: «وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق» أراد: أو إن. زنى؟ قال المرادي في «الجنى الداني»: والمختار أن حذفها مطرد إذا كان بعدها «أم» المتصلة, لكثرته نظمًا ونثرًا, فمن النظم قول الشاعر: لعمرك ما أدري وإن كنت داريًا ... البيت. ومن النثر قراءة ابن محيصن: {سواء عليهم أنذرتهم أم لم تنذرهم} [البقرة/6] بهمزة واحدة. انتهى. وهذا مذهب ابن النحاس, وجماعة منهم الزمخشري, نص عليه في «مفصله» وقال في «الكشاف»: إنها قد حذفت مع مدخولها في قوله تعالى: {ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين} [النمل/20] تقديره: أهو حاضر استتر عني أم كان من الغائبين؟ وأجاب ابن عصفور عما ورد في الكلام بأنه شاذ.
والبيتان من قصيدة لعمر ابن أبي ربيعة, وقبلهما:
ولما التقينا بالثنية سلمت ... ونازعني البغل اللعين عناني
الثنية: كل فج في جبل يخرج إلى فضاء, ونازعني: جاذبني, ووصف البغل باللعين للذم, لأنه أراد أن يصرفه عن جهة حبيبته, واللعين: من يلعنه كل أحد والمشتوم, والتلاعن: التشاتم. وقوله: بدا لي .. الخ بدا: ظهر, والمعصم بكسر الميم: موضع السوار من اليد, وجمرت: رمت جمرات النسك في منى, والكف مؤنثة, قال صاحب «المصباح»: الكف من الإنسان وغيره أنثى, قال ابن الأنباري: وزعم من لا يوثق به أن الكف مذكر, ولا يعرف تذكريها من يوثق بعلمه, وأما قولهم: كف مخضب, فعلى معنى: ساعد مخضب, قال الأزهري: الكف: الراحة مع الأصابع, سميت بذلك لأنها تكف