أنشده سيبويه لعامر بن جوين الطائي، وقال: حملوه على "أن" لأن الشعراء قد يستعملون "أن" مضمرين كثيراً. انتهى.
قال ابن خلف: الشاهد فيه نصب "أفعله" بإضمار أن، لأن هذا الموضع قد تدخله "أن"، وإن لم يكن دخولها عليه قوياً، وشبه "كاد" بـ "عسى". انتهى. وأحسن منه قول الأعلم: الشاهد فيه نصب أفعله بإضمار "أن" ضرورة، ودخول "أن" على كلمة لا يستعمل في الكلام، فإذا اضطر الشاعر، أدخلها عليها تشبيهاً لها بـ "عسى"، لاشتراكهما في معنى المقاربة، فيما أدخلوها بعد "كاد" في الشعر ضرورة توهمها هذا الشاعر مستعملة، ثم حذفها ضرورة هذا تقرير كلام سيبويه، وقد خول فيه، لأن "أن" مع ما بعدها اسم فلا يجوز حذفها، وحمل الراد الفعل على إرادة النون الخفيفة وحذفها ضرورة، والتقدير عنده: بعد ما كدت أفعلنه، وهذا التقدير أيضاً بعيد، لتضمنه ضرورتين وهما أدخالها في الواجب، ثم حذفها، فقول سيبويه أولى، لأن "أن" قد أتت في الأشعار محذوفة كثيراً. انتهى. وهذا مذهب أبي الحسن الأخفش حكاه عنه المازدني قال ابن خلف: قال أبو جعفر: سمعت محمد بن الوليد يقول: سمعت محمد بن يزيد يقول: سمعت المازني يقول: أخبرني أبو إسحاق الزيادي عن الفراء في قوله:
بعد ما كدت أفعله
قال: أراد أفعلها، فلما اضطر حذف الألف، وفتح اللام ليدل على أنه قد حذف الألف، لأن الفتحة من جنس الألف، وهذا القول عند أبي الحسن غير مرضي، لأنه كان يجب أن تكون الفتحة على الهاء، لأنها تلي الألف، ولم تحذف حركة الإعراب، وأيضاً قال: الاسم "ها" فيحذف بعض الاسم، وايضاً فإنه