قال التبريزي في شرحه: قوله: لولا أنت، أي: لولا هواك ما لنت لهم، وقوله: ألا حبذا، المحبوب محذوف كما حذف المحمود في قوله تعالى: (نعم العبد أنه أواب) [ص/ 30]، والمراد: حبيب إلى التهتك في الهوى لولا الحياء، على أنني ربما منحت هواي ما لا مطمع في دنوه، ويروى: "من ليس بالمتقارب" أي: أحببت من لا ينصفني، ولا مطمع فيهز قال أبو العلاء: لوما الحياء، أي: حبذا ذكر هؤلاء النساء لولا أني استحي أن أذكرهن، والحياء مرفوع بالابتداء، والخبر محذوف، والمعنى: لوما الحياء يمنعني، ولو رويت لوما الحياء، فجعلت لوما من اللوم، وأضفته إلى الحياء، لحسن ذلك، والمعنى قريب من الأول، انتهى كلامه.
وقال ابن جني في "إعراب الحماسة" قوله: ألا حبذا، حذف المقصود بذكر المحبة، كما حذف المثني عليه في قوله تعالى (نعم العبد) لما علم أنه أيوب، فكذلك عرف من المقصود بالمحبة هنا بقوله: بأهلي ظباء .. فكأنه قال: حبذا ظباء من قصتهن كذا، وزاد في أنه بذلك طول الكلام، فصار كالعوض في اللفظ من المحذوف.
(795) لم أكن بأعجلهم
وهو قطعة من بيت من قصيدة الشنفري الشهيرة بلامية العرب وهو:
وإن مدت الأيدي إلى الزاد لم أكن ... بأعجلهم إذا أجشع القوم أعجل