اسمع عذري، جاءني رسول ابن أبي دواد، فمضيت إليه، فلما رآني بش بي وقربني، ورفعني، وأحفى في المسألة عن أخباري، ثم قال لي: يا أبا يوسف ما لي أرى الكسوة ناقصة؟ يا غلام، دست ثياب كامل من كسوتي، قال: فأحضر، ثم قال: كيس فيه مائتا دينار فأحضر، ثم قال: أراكب أنت؟ قلت: لا بل راجل، قال: حماري الفلاني بسرجه ولجامه فأحضر، قال: يسلم الجميع إلى غلام أبي يوسف، فشكرت له ذلك، ثم قال لي: يا أبا يوسف، أنشدت هذا البيت: أظليم إن مصابكم رجل .. فقال الوزير: إنما هو رجلا، بالنصب، وقد تراضينا بك، فقلت: القول ما قلت، فخرجت من عنده، فإذا رسول محمد ابن عبد الملك، فقال: أجب الوزير، فلما دخلت عليه، بدرلي وأنا واقف، فقال: يا يعقوب أليس الرواية: أظليم إن مصابكم رجلا؟ فقلت: لا بل رجل، فقال: اغرب. قال يعقوب: فكيف كنت تراني أن أقول! ؟ هذا آخر كلامه.
وأنشد بعده:
ونحن عن فضلك ما استغنينا
وتقدم الكلام عليه في الإنشاد الخامس والثلاثين بعد المائة.
(781) وهن وقوف ينتظرن قضاءه ... بضاحي عذاة أمره وهو ضامز
على أن الباء متعلقة بـ (قضاءه)، ولا حاجة إلى تقدير ابن الشجري إلى آخره.
أقول: أورده ابن الشجري في المجلس التاسع والعشرين من (أماليه) أنشد البيت، وقال: أي: ينتظران قضاءه: أمره، وهو وروده بهن، والضاحي من الأرض: