وقال المصنف: "أعرب لتلميذ له" هذه كلمة عربية متداولة بين الخاص والعام، مستعملة في ألسنة فضلاء الأنام، ولم تذكر في كتب اللغة المدونة لبيان الجليل والحقير، وذكر النقير والقطمير إلا في "لسان العرب" لمحمد بن مكرم التلمساني فإنه قال فيه: التلايذ: الخدم والأتباع، واحدهم تلميذ.
ولما أقرأت هذا الكتاب في سبعين وألف، ووصلنا إلى هذا الموضع، رأينا ابن الملا الحلبي قال في شرحه: التلميذ: القارئ على الشيخ، ولم أقف عليه في شيء منك تب اللغة المتداولة، ك"الصحاح" و"القاموس" وغيرهما. انتهى. فحينئذ تتبعت بطون الدفاتر من مصنفات الأوائل والأواخر، فجمعت رسالة، وهذا ملخصها:
أنشد أبو حنيفة الدينوري في كتاب "النبات" شعراً وفيه هذا البيت:
فالماء يجلو متونهن كما ... يجلو التلاميذ لؤلؤا قشبا
وقال: التلاميذ: غلمان الصناع، والقشب: الجديد. وقال أمية بن أبي الصلت من قصيدة:
والأرض معقلنا وكانت أمنا ... فيها مقامتنا وفيها نولد
وبها تلاميذ على قذفاتها ... حبسوا قياماً فالفرائص ترعد
وقال جامع ديوانه: التلاميذ: الخدم يعني: الملائكة.
وقال في قصيدة أخرى:
صاغ السماء فلم يخفض مواضعها ... لم ينتقص علمه جهل ولا هرم
لا كشفت مرة عنا ولا بليت ... فيها تلاميذ في أقفائهم دغم