قال السكري: أسرتها سيرتها في الناس ورضيت بهذه الخيانة، فارجع إلى نفسك باللوم، يقول: جعلتها سائرة في الناس. انتهى. ويسيرها مضبوط بضمة فكسرة، وكذا نقل صاحب "الأغاني" هذه الرواية. وهذه القصيدة جواب لقصيدة أبي ذؤيب الهذلي ومطلعها:

أخالد ما راعيت من ذي قرابة ... فتحفظني بالغيب أو بعض ماتبدي

دعاك إليها مقلتاها وجيدها ... فملت كما مال المحب على عمد

فكنت كرقراق السحاب إذاجرت ... لقوم وقد بات المطي، بهم تخدي

فآليت لا أنفك أحذ وقصيدة ... تكون وإياها بها مثلاً بعدي

والسبب في هذا أن أبا ذؤيب كان يعشق امرأة اسمها أم عمرو، وكان رسوله إليها خالد، والمشهر أنه ابن أخت أبي ذؤيب، بغدر خالد، صرمها، فأرسلت ترضاه، فلم يفعل، فأرسل هذه القصيدة إلى خالد. وكان أبو ذؤيب فعل كذلك برجل يقال به: مالك، وكان رسوله إلى امرأة كان يعشقها، فغدر به أبو ذؤيب، واختص بالمرأة، فاحتج عليه خالد بأنك أول من سن هذه الطريقة، فينبغي أن تكون أرضى الناس بها. وقد ذكرنا هذه الحكاية بأبسط مما هنا في الشاهد الثامن والأربعين بعد الثلاثمائة [من شواهد الرضي]. وأبو ذؤيب تقدمت ترجمته في الإنشاد الخامس. وخالد شاعر إسلامي، وأبو ذؤيب مخضرم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015