ردها خوف الفضيحة، فغنه يبكي على دار الحبيب الدارسة، وهو شيخ، وعلى النحر: متعلق بأسبل، ويجوز أن يتعلق ب "رددتها" على وجه. والنحر: موضع القلادة من الصدر، زوالدمعة تجرى على الخدود، ثم تسيل منها على النحر، ومستهل: سائل، ودامع: قاطر، وجملة: "منها مستهل ودامع" صفة لعبرة، أي: بعضها كذا، وبعضها كذا، ولم يصب الدمامينى في قوله: أسل: هطل، وحذف تاء التأنيث للفصل. انتهى. وظن أن عبرة هي الفاعل، وإنما هي مفعوله.

وقوله: "على حين عاتبت" إلخ. على: بمعنى "في" متعلق بأسبل، وعاتبه على كذا، أي: لامه مع تسخط، و "على" الثانية متعلقة بعاتبت، والصبا، بالكسر، والقصر: اسم الصورة، وهي الميل إلى هوى النفس، والمشيب: الشيب، وقوله: فقلت، أي: للشيب، والعطف على جملة "عاتبت"، وجملة "ألما تصح" محكية بالقول، والهمزة للاستفهام الإنكاري التوبيخي، ولما جازمة اخت لم، وفيها توقع، فيكون صحوه متوقعاً، وصحا يصحو: زال سكره، وجملة: "والشيب وازع" حال من فاعل تصحو، ووازع، بالزاي المعجمة: الزاجر، والكاف، قال صاحب "المصباح": وزعته عن الأمر أزعه وزعاً، من باب وهب، كمنعته عنه، وحبسته، وروى أبو عبيدة: "ألما أصح" بصيغة المتكلم وحده، وهي الموجودة في نسخ هذا الكتاب، وقد تقدم شرح من هذه القصيدة في الإنشاد الثامن والعشرين بعد الستمائة، وقد شرحنا هذه من أولها إلى آخرها، لكون غالب أبياتها شواهد، في شرح الشاهد الخامس والخمسين بعد المائة من شواهد الرضي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015