ولا صحيح فيرجى، فعلم أنها قد برمت به، ورأى تحرق أمه عليها، فقال: أرى أم صخر ما تمل عيادتي .. الأبيات السابقة.

ثم عزل على قطع ذلك الموضع، فلما قطعه يئس من نفسه فبكاها، وقال:

أيا جارتا إن الخطوب قريب ... من الناس كل المخطئين تصيب

أيا جارتا إنا غريبان ههنا ... وكل غريب للغريب نسيب

انتهى. وقال ابن قتيبة في كتاب "الشعراء" طال مرضه 8 من تلك الطعنة وعاده قومه، فكانوا إذا سألوا امرأته عنه: [قالت لا هو حي فيرجى ولا ميت فينسى] وضخر يسمع كلامها، ويشق جوابها عليه، وإذا سألوا أمه، قالت: أصبح صالحاً بنعمة الله تعالى، فلما أفاق [من علته] بعض الإفاقة، عمد إلى إمرأته، فعلقها بعمود الفسطاط حتى ماتت، وقيل: بل قال: ناولوني سيفي أنظر كيف قوتي، فناولوه، فلم يطق السيف، ففي ذلك يقول:

أهم بأمر الحزم .. البيت، وأول الشعر:

أرى أم صخر لا تمل عيادتي ... . . . . . البيت.

وآخره:

لعمري لقد نبهت من كان راقداً ... وأسمعت من كانت له أذنان

ثم نكس بعد ذلك فمات، فكانت أخته الخنساء تريثه، ولم تزل تبكيه حتى عميت. انتهى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015