الموصولة بالاتصاف بالنقص، والحذر من الشخص الذي يكون شهيباً بعمرو في التزيد، وأخذ ما ليس له. انتهى. والأولى أن يقول: بما الناقصة كالموصولة والموصوفة. قال الصفدي في شرح "لامية العجم": ويحتمل أن يكون أراد أن يكون أراد بالذي تراه كعمرو الذي في قول الشاعر:
المستجير بعمرو عند كربته ... كالمستجير من الرمضاء بالنار
والأول أليق وأنسب. وقوله: فإن صديق السوء يزري، أي: يحقر صاحبه كما أن المذكر لما صاحب المؤنث في قوله: "كما شرقت صدر القناة"، صار مؤنثاً، فانحط عن رتبته، فصار حقيراً.
وابن حزم هو على بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب بن صالح بن خلف بن معدان بن سفيان بن يزيد الفارسي، أبو محمد القرطبي، ثم اللبلي، بفتح اللام وسكون الموحدة ثم لام، الفقيه الظاهري، صاحب التصانيف، ولد بقرطبة سنة أربع وثمانين وثلاثمائة، نشأ في نعمة ورياسة، وكان أبوه من الوزراء، وولي هو وزارة بعض الخلفاء من بني أمية بالأندلس، ثم ترك، واشتغل في صباه بالأدب والمنطق والعربية، وقال الشعر وترسل، ثم أقبل على العلم، فقرأ "الموطأ" وغيره، ثم تحول شافعياً، فمضى على ذلك وقت، ثم انتقل إلى مذهب الظاهر، وتعصب له، وصنف فيه، ورد على مخالفيه، وكان واسع الحفظ جداً، إلا أنه لثقته بحافظته كان يهجم في القول في التعديل والتجريح، فيقع له أوهام شنيعة، ثم تعصب عليه فقهاء المالكية بأمراء تلك الديار، فمنعوه وآذوه، وطردوه، وحرقوا كتبه علانية، وكان مما يزيد في بغض الناس له تعصبه لبني أمية ماضيهم وباقيهم، واعتقاده لصحة إمامتهم حيث نسب إلى النصب. كذا في "لسان الميزان" لابن حجر.
وأنشد بعده:
أنا أبو المنهال بعض الأحيان
على أن "بعض" اكتسب الظرفية من إضافته إلى اسم مؤقت، وتقدم شرح هذا الشعر في الإنشاد الثامن والسبعين بعد الستمائة.
وأنشد بعده:
أي يوم سررتني بوصال ... لم ترعني ثلاثة بصدود