وأنشد بعده:
ولو أنما أسعى لأدنى معيشة ... البيت ...
تقدم الكلام عليه في الإنشاد الثاني عشر بعد الأربعمائة. وقد أورده سيبويه في أوائل كتابه قال: وإنما قلت: ضربت وضربني قومك، فلم تجعل في الأول الهاء والميم، لأن الفعل قد يكون بغير مفعول، ولا يكون الفعل بغير فاعل، وقال امرؤ القيس:
فلو أن ما أسعى لأدنى معيشة ... البيت ...
فإنما رفع، لأنه لم يجعل القليل مطلوباً، وإنما كان المطلوب عنده الملك، وجعل القليل كافياً، ولو لم يرد ذلك ونصب، فسد المعنى. انتهى كلامه.
قال ابن خلف: الشاهد فيه إعمال "كفاني" ولم يجز أن يعمل قوله: "لم أطلب" في "قليل" فينصبه، لأنه لو فعل هذا فسد معنى البيت، وذلك أن "لو" لانتفاء ما تضمنه معنى البيت الذيهو جوابها لأجل انتفاء معنى الكلام الذي هو بعدها، وعلة امتناع كون جوابها هو أن ما بعدها لم يقع، ألا ترى أنك تقول: لو جشتني لم أكرمك، ولصار معنى الكلام، لو وقع مجيئك، امتنعت كرامتي لك، فيكون المجيء سبباً لامتناع الإكرام، وأنه متى جاء لم يكرمه، واعلم أن شرط إعمال الفعلين أن يكون لهما معمول واحد يصح أن يعمل فيه كل منهما، كقولك: "ضربني وضربت زيداً" يجوز أن يعمل في زيد: ضربت، فينصبه، ويجوز أن