"لقد كان في حول ... البيت" فرفعه، وقال: لا أعرف فيه غيره، لأن أول الكلام خبر وهو واجب، كأنه قال: ففي حول تقتضي لبانات ويسأم سائم. هذا معناه. قال أبو الحسن: النحوين يقولون: تقضي لبانات ويسأم سائم، نصبوا "يسأم" لأن تقضي اسم. انتهى.

قال الأعلم: الشاهد فيه رفع يسأم، لأنه خبر واجب معطوف على تقتضى، واسم كان مضمر [فيها] والتقدير: لقد كان الأمر تقضى لبانات في الحول الذي ثويت فيه، ويسأم من أقام به لطوله، يخاطب به نفسه، والثواء: الإقامة، وهو بدل من الحول، ويجوز نصبه على تقدير ثويته ثواء. ويروى "تقضي لبانات ويسأم سائم" بالنصب على إضمار أن، والعطف على تقضي. انتهى.

قال اغلإمام العسكري في كتاب "التصحيف" قال أبو العباس محمد بن يزيد: النحويون ينشدون "تقضي لبانات ويسأم سائم" برفع يسأم، لأنه عطف على فعل وهو تقضى، فلايكون إلا رفعاً، ومن قال: "تقضي لبانات" قال: "ويسأم سائم" بالنصب، لأن "تقضي" اسم، فلم يجز أن يعطف عليه فعل، فأضمر "أن" ليجري المصدر على المصدر، فصار تقضي لبانات، وأن يسأم سائم، أي: وما سئمه سائم. انتهى.

وقال أبو جعفر النحاس في "شرح شواهد سيبويه" قوله: ثواء بالجر بدل اشتمال من حول، أي: في ثواء حول، ويجوز ان يروى ثواء بالنصب، أي: ثويته ثواء، واسم كان كالأول ضمير الشأن، ويجوز أن يكون اسمها تقضي على رواية المصدر، و"في حول" خبرها، ويجوز على هذه الرواية نصب ثواء، ويروى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015