المدح، لأنه كان يصير التقدير: وما جميت شيئاً مستباحاً، أي: حميت شيئاً محمياً، وليس فيه مدح. وقوله: أبحث حمى تهامة، أي: قتلت أميرها ومن كان يمنع منها، يعنى عبد الله بن الزبير، وقوله: "بعد نجد" يريد أن بعد أن استبحت نجداً بقتلك أميرها، يعني: مصعب بن الزبير، وما شيء تحميه أنت يمكن أحد أن يستبيحه، يخاطب عبد الملك بن مروان. قال المبرد: يقال: حميت المكان، أي: منعت منه، وأحميته، أي: جعلته حمى لا يقرب. انتهى.
والبيت من قصيدة لجرير مدح بها عبد الملك، تقدم ابيات منها في الإنشاد الحادي عشر من أول الكتاب. ولم يصب العيني في قوله: يمدح بالبيت يزيد بن مروان.
قال ابن الأنباري في "أماليه": حدثنا أبي قال: ثنا أبو محمد عبد الله بن رسم، قال: قال يعقوب بن السكيت: حدثني عمارة بن عقيل، عن بعض أشياخهم، ن جرؤير قال: أوفدني الحجاج إلى عبد الملك بن مروان، عاشر عشرة، فدخلت عليه، وعنده الأخطل، فأنشدته:
أتصحو أم فؤادك غير صاح ... عشية هم صحبك بالرواح
فقال: لا بل فؤادك، وأورد القصيدة بتمامها، فقال: من كان مادحنا فليمدحنا هكذا، وأمر لي بمثابة ناقة، وثمانية من الأرقاء، وجام فضة. انتهى.
(743) ويوماً شهدناه سليماً وعامراً
تمامه:
قليلاً سوى الطعن النهال نوافله