بالغناء، ويكون "حور" منصوباً بنزع الخافض، أي: فغن لهن. أو متعد بنفسه لتضمنه معنى: أطربته إطراباً، أي: أطربهن يترنمك، وقوله: مآقيك: سكن الياء للضرورة، وهو جمع مأقي، بفتح الميم وسكون الهمزة وكسر القاف، لغة في الموق: وهو طرف العين الذي يلي الأنف، والمراد به هنا: العين، من باب ذكر الجزء وإرادة الكل، والإثمد: الكحل الأسود، وقيل: هو الكحل الأصفهاني.
وقوله: نفتكم عن العلياء، أي: عن المنزلة الرفيعة، والنفي: الطرد، والزند: العود الذي يقدح به النار وهو الأعلى، والزندة السفلي فيها ثقب، وإذا اجتمعا قيل لها: الزندان، وتقدح: بالبناء للمفعول، والقدح: استخراج النار بالزندين، وإذا أخرج ناراً قيل: ورى الزند، وإذا لم يخرج قيل: صلد الزند يصلد، بالكسر صلوداً، ويقال: زند وارٍ ووري: إذا كان سريع الوري، كثير النار، ومنه قولهم: فلان واري الزناد، يريدون بذلك أنه تجيح واضح الأمر.
وترجمة حسان تقدمت في الإنشاد التاسع والتسعين.
وأنشد بعده:
وقائلة خولان فانكح فتاتهم ... وأكرومة الحيين خلو كما هيا
على أن الصفار استدل به على جواز عطف الإنشاء على الخبر، فإن "انكح" جملة إنشائية معطوفة على جملة: "هذه خولان" وأجاب عنه المصنف بأن الفاء لمجرد السببية، لا للعطف والسببية معاً، وتقدم الكلام عليه في الإنشاد السبعين بعد المائتين.
(731) عاضها الله غلاماً بعدما ... شابت الأصداغ والضرس نقد