وهو اسم فاعل يعمل عمل الفعل، ويجوز أن يكون نضيجة من صفة الكبد وتم الكلام، ثم ذكر وضع اليد على الكبد، والأول أجود. هذا كله كلام الواحدي. وتقدم شرح بيتين بعدهما في الإنشاد التسعين بعد الثلاثمائة.

وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والثمانون بعد الستمائة:

(687) بمسعاته هلك الفتى أو نجاته

المسعاة: مصدر ميمي بمعنى السعي، وهو المراد هنا لا المسعاة بمعنى المكرمة في أنواع المجد، وفي "الصحاح" المسعاة: واحدة المساعي في الكرم والجود. انتهى. وأصل السعي: التصرف في كل عمل، وعليه قوله تعالى: (وأَن لَّيْسَ لِلإنسَانِ إلاَّ مَا سَعَى) [النجم/39]، والمكرمة، بفتح الميم وضم الراء: اسم من الكرم، وفعل الخير مكرمة، أي: سبب الكرم. كذا في "المصباح"، والهلك، بضم الهاء وسكون اللام، للمصدر الذي هو الهلاك، والمعنى هلاك الإنسان أو نجاته ليس إلا بسبب سعيه، فإن سعى بخير نجا، وإن سعى بشر هلك، وذهب الدماميني إلى المعنى الثاني للمسعاة. قال: فإن قلت: الكرم إنما يستقيم في العرف كونه سبباً للنجاة لا للهلاك، قلت: الإنسان قد يترك المسعاة فيهلك، وقد يفعلها فينجو، فهلاكه ونجاته بسبب المسعاة تركاً وفعلاً. وأقول: الأحسن أن يكون معناه على هذا التقدير: إن الكرم كما يكون سبب النجاة يكون سبب الهلاك، فإن الفعل الجميل مع النذل قد يكون سبباً للهلاك، كما قال، صلى الله عليه وسلم: "اتق شر من أحسنت إليه" وكما قال الشاعر:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015