وقوله: إما تري، أصله: إن ما، وإن: شرطية وما: زائدة، وحاكى: شابه، وطرة كل شيء: حافته، والصبح: تأويله الإشراق، والدجى: جمع دجية، وهي الظلمة، يكتب بالألف، لأنه واوي، والكوفيون يكتبونه بالياء. وهذا المطلع مأخوذ من قول الأفوه الأودي في أول قصيدته:

إما تري رأسي أودى به ... مأس زمان ذي انتكاس مؤوس

حتى حنى مني قناة المطا ... وقنع الرأس بلون خليس

المأس: الفاسد، ومؤوس: مفسد، ولون خليس، أي: سواد وبياض. وقوله: واشتعل المبيض إلى آخره ... واشتعل: فشا وانتشر، والجزل: الغليظ، والغضا: ضرب من الشجر ناره تبقى زماناً، يكتب بالألف، وهذا مأخول من قوله تعالى: (واشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا) [مريم/ 3] وقال الشاعر في هذا المعنى:

إن تري رأسي أمسى واضحاً ... سلط الشيب عليه فاشتعل

ومثل: منصوب، أي: اشتعل المبيض في مسوده اشتعالاً مثل اشتعال النار. وترجمة ابن دريد تقدمت في الإنشاد التاسع والخمسين بعد الستمائة.

وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والسبعون بعد الستمائة:

(677) وإن لساني شهدة يشتفى بها ... وهو على من صبه الله علقم

قال المصنف في شرح أبيات ابن الناظم: هذا البيت أورده الفارسي في "التذكرة" عن قطرب والبغداديين، وفيه أربعة شواهد:

أحدها: تشديد واو "هو".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015