وضنت: بخلت. ويرزؤها، بتقديم المهملة على المعجمة، أي: ينقصها، أي: بخلت بشيء لو جادت به ما نقصها. يقال: ما رزأته فتيلاً. أي: ما أخذت من قدر ذلك، قاله اللخمي. وفي "المصباح" يقال: رزأته ترزأه، مهموز بفتحتين، والاسم الرزء، كقفل، ورزأته أنا: إذا أصبته بمصيبة.
والبيت مطلع قصيدة لإبراهيم بن هرمة، وقد قيل له: إن قريشاً لا تهمز، فقال: لأقولن قصيدة أهمزها كلها بلسان قريش، وقال الأصمعي: لم يثبت من القصائد المهموزة إلا هذه القصيدة. وبعده:
وعودتني فيما تعودني ... أظماء ورد ما كنت أجزؤها
ولا أراها تزال ظالمة ... تحدث لي قرحة وتنكؤها
والأظماء: جمع ظمء، بكسر الظاء وسكون الميم، بعدها همزة، وهو في الإبل: مدة العطش بين الشربتين. قال ابن السيد في "شرح أبيات الجمل": ضربه مثلاً، أراد: أنها تصله ثم تقطعه مدة، كما تسقي الإبل ربعاً وخمساً، ويقال جزأت الإبل وغيرها: إذا استغنت بأكل النبات الأخضر عن شرب الماء، وهوبالجيم والزاء المعجمة. وترجمة ابن هرمة تقدمت في الإنشاد السادس والخمسين بعد الأربعمائة.
(626) إني وأسطار سطرن سطرا ... لقائل يا نصر نصر نصرا
على أن قوله: "وأسطار سطرن سطرا"، وهي جملة قسمية اعترض بها بين اسم إن وخبرها، وهو قوله: لقائل. وأنشد سيبويه بنصب "نصر" الثاني. قال الأعلم: